( عبد الغني ) رجل غني ومقتدر ، ومتزوج من أربع نساء ..
الأولى ( خديجة ) عاقلة ومتدينة ..
والثانية ( هيفاء ) سطحية وعصبية ، ولكن دمها مثل العسل ، فهي قادرة أن تجعله يستلقى على ظهره ضاحكا وهي تسرد له أية حكاية ، ولكن ثورتها من نار . فتحيل الحياة فجأة إلى جحيم لا يطاق ، وينطلق من فمها الجميل أقذر الألفاظ !!
أما الثالثة ( جميلة ) ، وهي خارقة الجمال ، ولا تهتم بشئ في الحياة سوى بجمالها ، وكل ما ينطق جمالها !!
وأخيرا الرابعة ، ويطلقون عليها الدكتورة ، وهو لا يناديها إلا بالدكتورة .. تعمل بالبحث العلمي ، وتقدس عملها بعد ربها ..
مرض الحاج عبد الغني وشعر بدنو أجله ، وإحتار الأطباء في مرضه ، ولزم فراشه حيث أتاه المرض في منزل خديجة العاقلة ..
وكانت زوجته الدكتورة حريصة على قراءة روشتات العلاج وتصفح نشرات العقاقير التي يتناولها عبد الغني ..
أما زوجته ( جميلة ) الجميلة كان كل ما يشغل بالها هو كيف تبدو أمام الناس عند وفاة عبد الغني بدون مساحيق أو مكياج !! ..فهي بيضاء للغاية ، وتبدو بجمالها كتمثال من الرخام الأبيض !!
أما زوجته ( هيفاء ) السطحية أم دم مثل العسل ؛ فكانت تستفز خديجة ضاحكة ، وتسألها : عملتي إيه في الراجل يا خديجة ؟! ، ثم ينطلق من ثغرها ضحكة خليعة لا تتفق مع مرض زوجها ، ولكن عبد الغني رغم مرضه كان يبتسم بوهن وعيناه مغمضتان !!
وذات يوم طلب عبد الغني من خديجة العاقلة أن ينقلوه لمنزل هيفاء السطحية ، وربما أعتقد عبد الغني أن هيفاء قادرة على شفائه بجو المرح التي تشيعه حولها !!
لم تطق هيفاء وجود عبد الغني مريضا في منزلها ، وثارت على الأطباء وطردتهم وسبتهم ، وغادرت هي المنزل لتقيم عند أمها ، وتركت عبد الغني مع أولادها ومضت لتريح أعصابها المرهقة !!
علمت خديجة العاقلة ؛ وذهبت إلى عبد الغني في دار هيفاء لتنقله مرة أخرى لبيتها ، ولكن عبد الغني أبى أن يغادر منزل هيفاء ، فإضطرت خديجة للمبيت معه بعد إستئذان هيفاء التي رحبت بالفكرة ، وضحكت وهي تتحدث مع خديجة مازحة قائلة : أستلمه منك صاحي وبيلعب يا خديجة !!
يومان وساءت حالة عبد الغني وتدهورت وراح في غيبوبة ، وفجأة فتح عيناه ونظر إلى خديجة العاقلة الوفية ووضع يده بوهن على يدها وقال هامسا :
- أشعر بدنو أجلي يا هيفاء ، ثم أسلم الروح !!
تمت .